كوفيد-19 باق وله آثار جديدة على الأطفال

قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن كوفيد-19 (كورونا) لم يعد حالة طوارئ صحية عالمية بعد أكثر من ثلاث سنوات على إعلانه كذلك. وناقشت لجنة الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية وضع الجائحة، الخميس، في اجتماعها الخامس عشر بشأن كوفيد-19، ووافق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على ضرورة إنهاء إعلان حالة الطوارئ الصحية العامة على المستوى الدولي.

قال غيبريسوس في مؤتمر صحفي 5 مايو / أيار 2023: “لأكثر من عام أخذت الجائحة منحنى تنازليا”. وأضاف: “سمح هذا الاتجاه لمعظم البلدان بالعودة إلى الحياة كما كنا نعرفها قبل كوفيد-19″، وأردف: “أمس، اجتمعت لجنة الطوارئ للمرة الخامسة عشرة، وأوصتني بإعلان إنهاء حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقًا دوليًا، وقد قبلت تلك النصيحة”.

وأعلنت المنظمة أن تفشي فيروس كورونا يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا في يناير/كانون ثاني من عام 2020، قبل نحو ستة أسابيع من وصفها بأنها جائحة.

وظهرت الجائحة العالمية كوفيد-19 في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر عام 2019، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا في 30 يناير أن تفشي الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، قبل أن ينتشر ليشمل كل دول العالم ويوقع ملايين الضحايا، ولا يزال يسجل يوميا ملايين الإصابات وآلاف الضحايا.

آثار كوفيد-19 على الإنسان

تظهر مؤشرات مرض فيروس كورونا المستجد وأعراضه بعد يومين إلى 14 يومًا من التعرُّض له. وتسمى الفترة التي تلي التعرُّض للفيروس وتسبق ظهور الأعراض “فترة الحضانة”؛ إذ يظل بإمكان الحاضن نشر العدوى قبل أن تظهر عليه الأعراض. وقد تشتمل مؤشرات المرض والأعراض الشائعة على: الحُمَّى، السعال، الشعور بالتعب، وقد تتضمن الأعراض المبكرة للفيروس فقدان حاسة التذوق والشم أو أحدهما.

ومن الأعراض الأخرى: ضيق التنفس أو صعوبة في التنفس، آلام في العضلات، القشعريرة، التهاب الحلق، سيلان الأنف، الصداع، ألم الصدر، احمرار العين (التهاب المُلتحِمة)، الغثيان، القيء، الإسهال، الطفح الجلدي.

يوضح استشاري أمراض الصدر والحساسية بالعاصمة اليمنية صنعاء الطبيب محمد الغشم، لموقع صوت المهمشين آثار جائحة كوفيد-19 على صدر الإنسان بقوله: “قلة مساحة الرئة لأخذ الأكسجين وتوزيعه للجسم يصيب وحدة تركيب الرئة بالتصلب وكثرة الإفرازات اللزجة في الشعب الهوائية والسعال المستمر لدرجة خروج الدم من الشعب الهوائية”. ويردف الغشم: “نقص كريات الدم الحمراء يؤدي إلى الاحتقان الرئوي، ويزيد بالتدريج لدرجة الضعف التنفسي، بسبب ضعف الوعي الوقائي لدى المواطنين ممن يعانون من التهابات الجيوب الأنفية المزمنة الوراثية، وأصحاب المهن التي تسبّب تغبّر الرئة”.

تاريخ المرض

نشأت عدد من النظريات حول المكان الذي ظهرت فيه الحالة الأولى (أو ما يسمى بالمريض صفر)، ويُعتقد أن أول حالة مُسجلة يعود تاريخها إلى 1 ديسمبر من عام 2019 في ووهان بمقاطعة خوبي بالصين، وازدادت خلال الشهر اللاحق عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في خوبي تدريجيًا، ووفقًا لمصادر صينية رسمية، كانت هذه الحالات مرتبطة في الغالب بسوق ووهان للمأكولات البحرية، الذي يبيع أيضًا الحيوانات الحيّة، وظهرت نظرية تقول إن الفيروس جاء من إحدى هذه الحيوانات.

فترة بقاء الشخص مصابا

يورد موقع بي بي سي بالعربية رأي العلماء عن أعراض كوفيد-19، ويذكر أن العلماء يدركون أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا يميلون إلى أن يكونوا أكثر عدوى في وقت مبكر أثناء الإصابة، ولكن مع أوميكرون، يُعتقد أن الفيروس يمكن أن ينتقل قبل يوم إلى يومين من ظهور الأعراض وبعد يومين إلى ثلاثة أيام من ظهورها.

ويقول سوريانو: “نعتقد أن الفيروس معدٍ لمدة خمسة أيام فقط. بمعنى آخر، تمتد القدرة على نقل العدوى للآخرين من ثلاثة إلى خمسة أيام بعد أن تظهر نتيجة الاختبار إيجابيةً، والذي يظهر في اليوم الثاني من الإصابة، ويبدو أن متحور أوميكرون يظل في الجسم لمدة سبعة أيام تقريبا”.

وتابعت: “ومن ثم يترقى المرض إلى مرحلة خطيرة عند شخص واحد من أصل كل خمسة أشخاص، ويتطوّر المرض إلى ضيق تنفس. وتشمل الأعراض الإسعافية صعوبة التنفس، وألم أو ضغط مستمر على الصدر، وتخليط مفاجئ، وصعوبة في الاستيقاظ، زُرقة في الوجه أو الشفاه، ويُنصح بتوفير العناية الطبية الفورية في حال وجود الأعراض السابقة، كذلك يمكن أن يؤدّي تفاقم المرض إلى مضاعفات، منها ذات الرئة ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة والصدمة الإنتانية والقصور الكلوي الحاد.

آراء علماء الفيروسات

يرجّح علماء فرضية تسرّب فيروس كوفيد-19، ونشرت مجلة نيتشر العلمية مقالة تضمنت تحذيرا صادرا عن فريق الخبراء الدوليين للتحقيق في أسباب تفشي الجائحة، بتفويض من منظمة الصحة العالمية، مفاده أن نافذة إجراء تحقيقات حاسمة لمعرفة أصل فيروس كورونا توشك على الإغلاق.

وتقول إيزابيلا إيكِرل عالمة الفيروسات ومديرة مركز الأمراض الفيروسية الناشئة في المستشفيات الجامعية لكانتون جنيف: “يبدو أن إيجاد مَن يتحمّل المسؤولية أصبح أهم من اكتشاف الحقيقة”. ويعتقد عالم الفيروسات السويسري بالمعهد التقني الفيدرالي العالي في لوزان، ديدييه ترونو، أن القضية أصبحت سياسية أكثر منها علمية، ويُبدي تشاؤمه إزاء إمكانية معرفة ما حدث بالفعل، رغم أهمية ذلك للوقاية من الأوبئة المستقبلية ولإدارتها. ويقول: “يجب أن لا نتفاجأ بعدم التوصل إلى إجابة محددة، بسبب الصعوبات العلمية والمؤثرات السياسية، لكن احتمال انتقاله من الحيوان إلى الإنسان لا يزال، في المرحلة الحالية، كبيرًا”.

الصحة العالمية ترسل باحثين لووهان

يضيف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، غيبريوسس، أن الصين لم تكن في يوم من الأيام متعاونة ولا شفافة، ودائمًا لا تسمح بالحصول على بيانات وعينات كاملة، وقد أدّى افتقار بكين للشفافية إلى إعاقة جهود منظمة الصحة العالمية، التي أرسلت فريق باحثين مستقلين إلى ووهان في شهري يناير وفبراير 2021 لإجراء تحقيقات معمقة.

وتشير البيانات لتضاعف عدد الحالات تقريبًا بمعدل كل سبعة أيام ونصف خلال المراحل الأولى من تفشي المرض وفي أوائل ومنتصف يناير من عام 2020، بدأ الفيروس بالانتشار إلى مقاطعات صينية أخرى، وقد ساعد على ذلك بدء موسم السفر لمهرجان الربيع أو فترة تشونيون باعتبار ووهان مركزًا للنقل ونقطة رئيسية للسكك الحديدية.

طرق محتملة لانتقال الفيروس

حددت الدراسة الدولية لمنظمة الصحة العالمية أربع طرق محتملة لانتقال الفيروس من الحيوان المفترض بوصفه المنشأ (خُفاش حدوة الحصان). ومن جهته، يُقرّ نيهر، كاتب الرسالة التي نشرتها مجلة “ساينس” أن معهد ووهان لعلم الفيروسات هو واحد من عدة مواقع في العالم تعمل في مجال حساس للغاية، كالأبحاث المتعلقة بفيروسات كورونا، وتحتفظ بقاعدة بيانات لعينات وللتسلسل الجينومي لفيروس كورونا.

كورونا وقدرة الأطفال على النطق

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأطفال الذين ولدوا خلال الجائحة أو قبلها بفترة قصيرة هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل في النطق والتواصل، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل تلك الفترة، وأرجع الخبراء السبب في ذلك إلى الانتكاسات الصحية التي مرّ بها الأطفال من جميع الأعمار. وحول هذا أضافت: “وقد أظهر استطلاع رأي نُشر حديثا وشمل 1000 شخص في الجمعية الأميركية للنطق واللغة والسمع أن نحو 80% من اختصاصي أمراض النطق واللغة تصلهم حالات لأطفال يعانون من التأخر اللغوي بوتيرة أكبر من فترة ما قبل الجائحة”.

المقالة التالية
العسل اليمني.. منتج وطني يفتقر إلى الاهتمام الكافي
المقالة السابقة
العسل المغشوش وأضراره الجسيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

مقالات مشابهة :

الأكثر قراءه

━━━━━━━━━

كتابات

━━━━━━━━━