تعز – صوت المهمشين
في عزلة الرجاعية النائية بريف تعز، يواجه عشرات الأشخاص، معظمهم من المهمشين، خطر الموت بسبب وباء الكبد الذي ينتشر بشكل مخيف منذ أكثر من عقد.
حصد الوباء حتى الآن 30 فردًا، بينما يعاني 25 آخرون من الإصابة المؤكدة، و22 حالة مشتبه بها، من مختلف الفئات العمرية.
ضحايا الإهمال:
تروي نجوى علي نعمان، شابة في العشرينات من عمرها، حكاية عائلتها المأساوية التي فقدت خمسة من أفرادها خلال السنوات الخمس الماضية بسبب مرض الكبد. تقول نجوى بحرقة: “لا يوجد لدينا ماء نظيف، والعيون والبرك ملوثة. مات أبي وعمرها 50 عامًا، وأختي خوله وعمرها 27 عامًا، وأخي شكيب وعمرها 25 عامًا، وأخي مرتضى وعمرها 9 أعوام، وأخي أحمد وعمرها 3 أعوام”.
تعيش نجوى ووالدتها الآن في ظروف صعبة، خوفًا من أن يصبحن ضحايا أخريات لهذا المرض الفتاك.
أسباب الانتشار:
يُرجع حمزة المقرمي، شيخ المهمشين في عزلة الرجاعية وفني مختبرات، سبب انتشار مرض الكبد إلى عدة عوامل، أهمها:
تلوث المياه: حيث تحيط بالعزلة المستنقعات والوديان، وتختلط مياه المجاري مع مياه العيون والغيول المكشوفة.
الافتقار إلى الوعي الصحي: يمشي الناس في المستنقعات والمناطق الملوثة بدون جزمات، ويلعب الأطفال في البرك الراكدة، مما يُعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى.
ظهور فيروس جديد: انتقل هذا الفيروس عن طريق التلامس أو الدم، وأصاب أحد الأشخاص مؤخرًا، وهو يخضع للعلاج في العناية المركزة في مستشفى الثورة العام.
غياب الخدمات:
تُعاني عزلة الرجاعية من إهمال حكومي واضح، حيث تفتقر إلى أبسط الخدمات الطبية، خاصة في مجال رعاية الأطفال والنساء. كما تفتقر العزلة إلى وحدة صحية متكاملة، وكوادر مؤهلة، وشبكة مياه صالحة للشرب، وصرف صحي.
نداءات الاستغاثة:
ناشد نعمان الحذيفي، رئيس الاتحاد الوطني للتنمية الفئات الأشد فقراً (المواطنين السود) في اليمن، وعضو الحوار الوطني الشامل، السلطات اليمنية بإنقاذ أهالي عزلة الرجاعية من هذا الكابوس.
طالب الحذيفي في تغريدة على حسابه في منصة “أكس” بتشكيل فريق طبي لزيارة المنطقة وتقديم العون الطبي والإنساني.
أملٌ في النجاة:
بعد مناشدات الحذيفي، استجابت السلطات اليمنية، وأرسلت فريقًا من الخلية الانسانية لزيارة المنطقة وتقديم المساعدة للمرضى.
يُعلق أهالي عزلة الرجاعية آمالهم على هذه المبادرة، ويطالبون باستمرار الدعم الطبي والخدمات الأساسية لإنقاذهم من براثن هذا المرض الفتاك، وتحسين حياتهم بشكل عام