تقول الطبيبة رقية محمد سالم: “يتكوّن العسل من الكربوهيدرات التي تكون على هيئة سكّريات أحادية، وهي الجلوكوز والفركتوز، وتشكّل نحو 95% من العسل، كما يحتوي على كمية قليلة من الأحماض الأمينية والبروتينات، وعلى معدن البوتاسيوم وبعض الفيتامينات، مثل فيتامين ج، ب، ح، ب5.
تؤكد رقية أيضًا أن العسل الطبيعي له فوائد عدّة، فهو يُسرّع من عملية التئام الجروح والحروق؛ إذ يجدّد خلايا البشرة، ويخفّف الألم سريعا، ويعالج الإسهال، بالإضافة إلى أنه يمنع حموضة المعدة، ويعالج الالتهابات بكل أنواعها، ويخفف أعراض البرد، ويساعد في انخفاض ضغط الدم الوريدي.
العسل اليمني يسهم في الاقتصاد الوطني
أكد نائب وزير الزراعة والري اليمني في حكومة صنعاء، رضوان الرُّباعي، أن العسل اليمني منتج وطني مهمّ يجب الاهتمام به وتطوير منتجاته ليكون محصولا نقديا يُسهم في بناء الاقتصاد، وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين وزارة والزراعة والجهات المعنية تحت مظلة اللجنة الزراعية السمكية العليا لتجاوز الصعوبات التي تواجه إنتاج العسل اليمني، مضيفًا أن إنشاء اللجنة جاء لتنظيم الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات للنهوض بالقطاعين الزراعي والسمكي وتطوير أداء كل منهما.
وأوضح الرباعي أن وحدة العسل اليمني التابعة للجنة سوف تشرف على تنظيم الجهود والرؤى والاستراتيجيات المختلفة المعنية بإنتاج العسل اليمني، وبلورتها إلى خطط وبرامج عمل تنفيذية للنهوض بهذا المنتج اليمني.
تحديات وعراقيل
لفت الرباعي إلى أن قطاع العسل في اليمن يعاني من مشاكل عدة، خصوصا في مجال الإنتاج والتسويق، ومن أهم تلك المشاكل الغش الذي يضر بسمعه العسل اليمني المعروف بجودته عالمياً، وكذا استيراد عسل خارجي وبيعه على أنه عسل يمني، وهي من صور الغش أيضا، إلى جانب افتقاد العسل اليمني للعلامة التجارية، وغياب دور القطاع الخاص والحكومي والمجتمعي في النهوض بهذا المحصول.
وأشار نائب وزير الزراعة إلى أهمية فتح نوافذ تسويقية للعسل اليمني بالخارج للترويج لهذا المحصول الاقتصادي المهم، وتشجيع الزراعة التعاقدية في مجال إنتاج العسل. وأكد أن هناك توجها لإنشاء شركة تسويقية تُسهم فيها الدولة والقطاع الخاص والمزارعون والنحّالون والجمعيات التعاونية للوصول إلى قدرة تسويقية للعسل اليمني.
من جانب آخر، أشار وكيل وزارة الزراعة لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس سمير الحناني إلى أهمية توحيد الجهود لدعم قطاع العسل الذي يمثل أحد أهم قطاعات الثروة الحيوانية.
وأكد على حاجة قطاع العسل لدراسة وضعه الراهن والتوصيف والتصنيف وإنشاء مختبرات والتسجيل في السجل الوطني، وإعداد استراتيجيات وطنية للعسل، إلى جانب إدخال التقنيات الحديثة وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة حول محصول العسل، وحثّ كل قطاعات الإنتاج على إيجاد كيان منّظم للاهتمام بالعسل إنتاجا وتسويقا وتصنيفا وتصديرا.
مدير وحدة العسل اليمني باللجنة الزراعية السمكية العليا في حكومة صنعاء محمد عباس يقول: “إن الهدف من إنشاء الوحدة توحيد الجهود لخدمة العسل بوصفه منتجا اقتصاديا، موضحا أن وحدة العسل اليمني تهتم بتنظيم وتوحيد الجهود من خلال تعزيز تقديم الخدمات للنحّالين ومنتجي العسل والاهتمام بتسويقه ومعالجته جميع المعوقات التي تواجه”.
الجودة والمميزات
يُعدّ عسل السدر أجود أنواع العسل، وهو أغلى أنواع العسل اليمني أيضا، ولا يتوفر على مدار العام، لأن أشجار السدر تُثمر في فترات الأمطار الموسمية فقط، ويتغذى النحل على السدر في تلك الفترة، ثم ينتج العسل في الفترة نفسها.
ويبلغ ما تنتجه اليمن من العسل، بحسب دليل الإحصاء الزراعي لعام 2020، أكثر من 3 مليون كيلو جرام، ويبلغ عدد خلايا النحل أكثر من مليون خلية؛ إذ تصل نسبة خلايا النحل البلدي نحو 96% من إجمالي عدد الخلايا، فيما تشكل خلايا النحل الحديثة نسبة 4% من إجمالي عدد الخلايا.