بغض النظر عن اتباع التعاريف، فإن الواقع يبين أن السود المهمشين هم الأكثر تعرضاً للظلم والمعاناة المقصودة في اليمن عبر العصور. فهم يتعرضون للعنصرية من خلال التمييز ضدهم، وازدراؤهم، وعزلهم، وتعنيفهم، وعدم حمايتهم بقانون مناسب، وعدم اعتبار حياتهم بأهمية. يعيشون في مساكن يطلق عليها “المحاوي” التي تفتقر إلى أساسيات الحياة الإنسانية. يحاول البعض تحليل هذه العنصرية بإلحادهم الاجتماعي السلبي، ولكن الأدلة تشير إلى أنها موجودة لسببين: الأول يتعلق بالعرق والثاني يعتمد على لون البشرة الداكن الذي يميز هوية الأشخاص ويفصلهم عن الفئات الأخرى في المجتمع اليمني. لون البشرة السمراء هو ما يثير ازدراء المجتمع تجاههم ويؤدي إلى ابتعادهم عن الآخرين، وتشويه صورتهم وربطهم بالأعمال السيئة؛ مما يؤدي بعد ذلك إلى تمردهم على مر العصور تحت ضغط العنصرية في المجتمع المحيط. هذا يؤدي إلى عزلهم في مدن صفيحيه وتجمعات نائية على أطراف المدن والتجمعات السكانية.
بالرغم من أن التهميش في اليمن يحمل أبعادا ثقافية واجتماعية متعددة، إلا أن اللون الأسود يعتبر العامل الرئيسي في تعميق العنصرية والتهميش. يتعرض كل شخص لديه بشرة سوداء للتمييز والتسمية بعبارات مسيئة، وحتى أولئك الذين لديهم بشرة سمراء من طبقات أخرى يتعرضون للتنمر أيضا. وهذا يعني أن المشكلة الاجتماعية التي خلقها المجتمع مع “المهمشين” السود تتجلى في سلوك عنصري على مختلف الأصعدة، انطلاقا من المشكلة الجذرية كمشكلة لون البشرة والعرق.
إحدى أبرز مظاهر التمييز العنصري هو الازدراء واستخدام الألفاظ المسيئة مثل “خادم” أو “مقرع” أو “وريا” أو “زول”، والتي ليست مقتصرة على الفئة المهمشة فقط، بل تُطبق على أي شخص له بشرة سمراء. هذا يؤدي إلى تعزيز التنمر ضد هذه الفئة في المدارس وفي كل مكان، ويمنعهم من الاستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي. حتى الأطفال يتعرضون لهذه السلوكيات العنصرية في المدارس، مما يجعلهم يفكرون في ترك التعليم لأن البيئة التعليمية أصبحت عدائية بالنسبة لهم. هذا يؤدي إلى تراكم الجيل بعد الجيل من المهمشين الذين يعانون من نقص في التعليم، مما يزيد من العزلة والتهميش