يلجأ المريض لاستخدام مضادات الميكروبات “المضادات الحيوية” ليكافح المرض بعدما يتمكن المرض منه، ويستخدم اليمنيون عادة المضادات بكثرة، وأحيانا من دون استشارة الطبيب المختص، فأكثرهم يكتفون بالذهاب إلى صيدليات واستشارة الصيدلاني، ثم يعطي الصيدلاني المريض وصفة دوائية تكون مضادات حيوية تساعد المريض على محاربة المرض، مثل التهابات الصدر والتهابات المسالك وكذلك التهابات الحلق واللوزتين والتهاب الجيوب الأنفية.

فوائد المضادات للمناعة

يسرد المواطن العشريني عماد عبد الله، من محافظة عدن، تجربته لمراسل صوت المهمشين قائلا: “رأيي الشخصي وتجربي أن المضاد الحيوي بصورة الحُقن هو الأفضل بالنسبة لي، بسبب أن الجسم يكون أقل مناعة، وبحاجة إلى مكافحة عاجلة للفيروسات حتى يستعيد الجسم صحته من جديد”.

ويضيف الثلاثيني الأستاذ أحمد صالح من محافظة لحج: “المضادات الحيوية أستخدمها أثناء المرض، وخصوصا نزلات البرد والالتهابات وبعض الأمراض الأخرى، ويكون ذلك بوصفة طبيب، وهي فاعلة في تهدئة الألم، ولكن لها آثار جانبية مثل آلام المعدة والغثيان، وأغلب استخدامي لهذه المضادات في صورة حقن وأقراص، ولا أنصح باستخدامها إلا بطبيب مختص”.

يوضح مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة لحج أهمية فعالية المضادات الحيوية، قائلا: “هي فعّالة ضد الالتهابات التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة، وتمنع انتشار العدوى والمرض، فالمضادات الحيوية يمكن أن تقتل البكتيريا داخل الجسم، ويمكن أن تستخدم المضادات الحيوية لمكافحة الأمراض المختلفة التي تسببها الكائنات الدقيقة الضارة، وهذه إحدى فوائد المضاد الحيوي”، ويقول الصيدلاني سام عويدين من محافظة إب: “أي عدوى بكتيرية ينفع لعلاجها المضاد الحيوي، وكل نوع منها مخصص لأمراض خاصة”.

علاقة المضادات بشفاء الأمراض

تؤكد البيانات الصحية مدى أهمية المضادات الحيوية لجسم الإنسان وأنها لا تضر بخلايا الجسم الطبيعية الأخرى، فمن الممكن علاج الأمراض التي كانت قاتلة سابقًا بالمضادات الحيوية، وهذه إحدى فوائد المضاد الحيوي، وتعتبر المضادات الحيوية من الأدوية الجيدة لقتل الجراثيم، وتكون واسعة النطاق وسهلة الاستخدام، ويجب أن لا تؤخذ إلا بوصفة طبيب وبجرعات مناسبة، وتستخدم يوميًا أو بنظام الجرعات أو بحسب توصيات الطبيب المعالج.

ويقول الدكتور خالد محمد جابر مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة لحج في الجنوب الغربي من اليمن لصوت المهمشين: “تستعمل المضادات لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا والفطريات وبعض الطفيليات، وتُستخدم عادةً لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الجيوب الأنفية والتهاب الحلق والتهابات الأذن والتهابات الجلد وحب الشباب، وكذلك التهابات المسالك البولية والأمراض المنقولة جنسياً”.

أنواع المضادات الحيوية

نشر موقع منظمة الصحة العالمية أنواع المضادات الحيوية ومدى فاعليتها ونشاطها في محاربة البكتيريا، وذكر أن المضادات الحيوية واسعة المدى Broad spectrum، ويقصد بها الأدوية التي تستهدف مجموعة كبيرة من السلالات البكتيرية التي تهاجم جسم الإنسان، ويستعمل هذا النوع من المضادات في حالة عدم إمكانية معرفة نوع البكتيريا المسؤولة عن المرض، ولكن تناولها بدون إشراف طبيب أمر خطير جدًا؛ لأنه مسؤول عن مقاومة البكتيريا ضد المضاد الحيوي المستخدم وبالتالي يفشل العلاج.

ويذكر الموقع أيضا أن المضادات الحيوية المحددة أو ضيقة المدى Narrow spectrum وتعرف بالمضادات الحيوية محدودة المدى، هي الأدوية التي تستهدف نوعا محددا من البكتيريا أو عدة أنواع مثل البنسيلين؛ إذ يستخدم هذا النوع من المضادات عند معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض، وبهذا يقلّ خطر حدوث مقاومة من البكتيريا التي يكافحها.

وهناك مضادات حيوية حسب طريقة العمل، وهذا النوع من المضادات يعتمد على كيفية التعامل مع البكتيريا؛ إذ ينقسم إلى نوعين، وهما مضادات حيوية قاتلة للبكتيريا Bactericidal، ويعمل هذا النوع من المضادات الحيوية على قتل البكتيريا بشكل مباشر بدون الحاجة إلى مساعدة الجهاز المناعي للجسم، ويفضل استعمال هذا النوع من أدوية المضادات مع المرضى الذين يعانون من خلل في المناعة مثل، أدوية البنسيلين والسيفالوسبوين والأمينوجلايكوسيد، ويوضح موقع منظمة الصحة العالمية أن المضادات الحيوية مثبطة للبكتيريا Bacteriostatic يستعمل لمنع أو تثبيط قدرة البكتيريا على التكاثر، ثم يترك للجهاز المناعي باقي المهمة في القضاء على البكتيريا مثل دواء التيتراسايكلين.

الآثار الجانبية

يعتقد خبراء أن انخفاض نسبة الآثار الجانبية باحتواء المضادات الحيوية على نسبة منخفضة من الآثار الجانبية المعدية المعوية، مما يجعل من الممكن استخدامها لجميع الفئات العمرية، هناك مضادات حيوية آمنة للاستخدام أيضًا في فترة الحمل، وهذه إحدى فوائد المضاد الحيوي التي توصف عبر الطبيب المختص، كما أن استخدام بعض الأدوية يعتبر ممنوعا أثناء الحمل، وهذا يقرره الطبيب المختص بحسب حاجة المريض.

ويتابع جابر مدير الصحة والسكان بمحافظة لحج: “في بعض الأحيان يمكن أن تؤدي المضادات الحيوية إلى مضاعفات مثل عدوى الخميرة، وقد تسبب بعض المضادات الحيوية الإصابة بحساسية الأدوية مثل حساسية السلفا التي توجد بشكل شائع في كثير من المضادات الحيوية، فكثير من المضادات الحيوية يكون لها آثار جانبية مثل مشاكل الهضم والغثيان وعدم الراحة والإسهال والحساسية للضوء، وبعض المضادات الحيوية تحفّز فرط الحساسية، ويمكن أن تسبب الحساسية، ومعظم الأدوية المضادة للميكروبات والمضادات الحيوية تسبب آثارًا جانبية سامة، وتكون مخاطرها الصحية على المدى الطويل غير معروفة”.

ويلفت جابر قائلا: “إذا استُعمل المضاد الحيوي لفترة طويلة، فإن البكتيريا سوف يمكنها مقاومة المضاد الحيوي، وهذا ما يعرف بمقاومة المضادات الحيوية، وكثير من حالات العدوى تحدث بسبب البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية، وتنتج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مخاطر تهدد الحياة، وهي مخاطر لا تستجيب للمضادات الحيوية”.