اللقاح لا يُضعف المناعة

تأخذ الشائعات المنتشرة في اليمن حول لقاحات كورونا أشكالا وتمثلّات مختلفة، ويجري ربطها بأمراض عدّة تتشابه أعراضها بكورونا غالبًا، وهي محاولة لتأكيد تلك الشائعات وإثبات فحواها وتضليل الجمهور.

ومن الواضح أن هناك تشابها إلى حدٍ ما بين أعراض فيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا الموسمية، وهذا التشابه استغلّه ناشرو الشائعات، وربطوا انتشار الإنفلونزا وحدة أعراضه بلقاح كورونا، غير أن الفحص المخبري، بحسب أطباء، هو من يحدد نوع المرض أو الإصابة لدى الشخص.

 

دعم المناعة

تؤكّد منظمة الصحة العالمية أن لقاحات كورونا تعمل على تعزيز ودعم الجهاز المناعي وتزويده بالأجسام المضادة لمقاومة الفيروس، مشيرةً إلى أن اللقاحات لا تؤثر سلبًا على الفرد المتلقي لها ولا تضعف مناعته، وكلّ ما يُقال بخلاف ذلك ليس صحيحًا.

ويوضح استشاري الأوبئة في المنظمة، الدكتور أمجد الخولي، في تصريحات صحفية سابقة نشرها الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة نهاية عام 2020، أن الجهاز المناعي تختلف استجابته لمقاومة الأمراض من شخص لآخر، ولا يمكن التأكد من وجود أجسام مضادة، وبالتالي لقاح كورونا أو أي لقاح آخر سيعطي الجسم مزيدًا من المناعة.

ويقول الخولي إنه عند أخذ اللقاح، يتعرف الجهاز المناعي البشري، بوصفه جهازَ أمنٍ داخلي، على نسخة من هذا الكائن الغريب، أي الفيروس أو أي مرض، فلو دخل هذا الكائن للجسم فيما بعد، يستطيع جهاز المناعة التعامل معه، مشيرًا إلى أن اللقاحات ترفع من مستوى المناعة لدى الفرد بشكل عام وتدعمها ولا تُضعفها.

وعن أمان اللقاحات يضيف: “أؤكد أن أي لقاحات تُستخدم فهي آمنة، لأنها تمر على تجارب عدّة، ولم يثبت حتى الآن منذ بدء استخدام اللقاحات عمومًا وجود آثار جانبية شديدة مطلقًا”.

وبحسب الخولي، أثبت العلم أن اللقاحات هي الأداة الأكثر فعالية لمنع انتشار الأمراض، وحققت نجاحات كبرى في التقليل من الإصابات مثل مرض شلل الأطفال الذي قرب استئصاله من العالم بفضل اللقاحات والاستخدام الدائم للقاحات ضد الأمراض المنتشرة.

 

الإنفلونزا

فيروس الإنفلونزا هو عبارة عن حساسية موسمية تحدث بسبب انتشار مادة مسبّبة للحساسية في الهواء نتيجة للتغير المناخي في فصل الشتاء من كل عام، وتصيب الإنسان ببعض الأعراض المعروفة مثل الزكام والسعال والحمى والصداع، كما يقول طبيب الباطنية في مستشفى الثورة بمدينة تعز، جمال عبد القادر.

ويضيف الدكتور في حديثه لصوت المهمشين أن الإنفلونزا مرض موسمي يصاب الناس بأعراضه كل عام، وتنتقل عدواه بشكل كبير وسريع بينهم نتيجة المخالطة، مشيرًا إلى أن عدوى الفيروس تنتقل عبر رذاذ السعال أو العطش أو أثناء الاحتكاك بالأشخاص المصابين به وملامستهم.

ويعتقد الطبيب عبد القادر أنه ليس هناك علاقة للقاحات كورونا بانتشار الإنفلونزا الموسمية، موضحًا أن هذا المرض يأتي في فصل الشتاء من كل عام من قبل انتشار جائحة كورونا، لكن تختلف حدة أعراضه من شخص لآخر بحسب طبيعة الرعاية الصحية والغذائية للمريض وتلقيه للعلاجات، وغالبًا لا تستمر لأكثر من أسبوع.

وعن الفرق بين أعراض كورونا والإنفلونزا، يقول إنها تتشابه غالبًا، لكن كورونا تستهدف الجهاز التنفسي بشكل أكبر، وتسبب ضيق تنفس للمصاب، وهذا الأمر لا يحدث عند المريض بالإنفلونزا، كما أن كورونا يسبب أيضًا إسهالات وفقدان لحواس الشم والتذوق، بحسب الطبيب.

ويؤكد عبد القادر أن هناك اختلافا واضحا بين الإنفلونزا الموسمية وبين فيروس وكورونا، ونتائج الفحوصات المخبرية هي من تحدد وتبين إن كان الشخص أو المريض يعاني من الإنفلونزا الموسمية أو كورونا، مهما تشابهت الأعراض بين الفيروسين، مشيرًا إلى فحص PCR يظهر إن كان المريض مصاب بالكورونا أو لا.

 

مرض شتوي

يقول الشاب محمد أمين المخلافي (25 عامًا) من مدينة تعز إنه وأفراد أسرته يصابون بالزكام والسعال والحمى وبعض الأعراض فيروس الإنفلونزا بداية فصل الشتاء من كل عام، وقد اعتادوا عليه ويعتبرونه مرضا شتويا يسموه محليًا “جازعة”.

ويضيف لصوت المهمشين أن والده أصيب بتلك الأعراض (أي الإنفلونزا) في شتاء هذا العام، وعانى من الزكام والسعال وصداع وحمى شديدة لمدة أسبوع تقريبًا، وتعافى بعد أخذه العلاجات والمهدئات، وانتقلت العدوى إليه وإلى بقية أفراد أسرته، وتعافوا منه لاحقًا.

ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن الترصّد الوبائي لوزارة الصحة العامة والسكان التابعة لحكومة عدن (٢٠٢٠-٢٠٢٣)، بلغت حالات الإصابة المسجلة بالأعراض المشابهة للإنفلونزا في مناطق سيطرتها حتى شهر إبريل الحالي نحو 51 ألفا و86 حالة إصابة، ولم تسجل أي حالة وفاة.

 

طرق الوقاية

تقول منظمة الصحة العالمية إن الإنفلونزا الموسمية هي عدوى تنفسية حادّة تسببها فيروسات الإنفلونزا، وتنتشر في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تصيب أي شخص من مختلف الأعمار، وتنتقل الفيروس بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ التنفسي والجزيئات الصغيرة التي تنتشر عند سعال الشخص المصاب أو عطاسه.وبحسب المنظمة، تسبب الإنفلونزا أمراضا تتفاوت في شدتها، ويتعافى معظم الناس من أعراضها في غضون أسبوع من دون الحاجة إلى عناية طبية غالبًا، ومع ذلك، تسبب الوفاة بين الفئات المعرضة للخطر الشديد، كما تصف.

وللوقاية من انتقال العدوي، توصي المنظمة بتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس، وغسل اليدين بانتظام، إلى جانب التطعيم باللقاح المضاد، مؤكدةً أن اللقاحات آمنة وفعالة ومتاحة ومُستخدمة منذ أكثر من 60 عامًا، ولا تسبب أي مشاكل صحية.ووفق المنظمة، لا يوجد أي مانع أو تداخل أثناء أخذ لقاح الإنفلونزا مع لقاح كورونا، موضحةً أن لقاح كورونا لا يعطي حماية من الإنفلونزا، ولقاح الإنفلونزا لا يعطي أيضًا حماية من كورونا، لذا من الأفضل أخذ اللقاحين للوقاية من الأمراض.

 

(أُنتجت هذه المادة بدعم من منظمة INTERNEWS ضمن مشروع Rooted in trust Yemen)

المقالة التالية
هل يخلف كورونا أثار نفسية على المصابين؟!
المقالة السابقة
اللقاحات.. جسر عبور الأطفال لدائرة الأمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

مقالات مشابهة :

الأكثر قراءه

━━━━━━━━━

كتابات

━━━━━━━━━