شاهين” يجرف مخيمات المهمشين ويُشرد ساكنيها في اليمن

تسبّبت الأمطار الشديدة التي شهدتها اغلب المحافظات اليمنية المتأثرة بإعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عمان  بأضرار واسعة في الممتلكات الخاصة في المناطق الواقعة  على الساحل الجنوبي وأرياف محافظة تعز  مطلع الشهر الحالي.
وكان لتجمعات ومساكن المهمشين النصيب الأكبر، فقد تضررت وتهدمت مساكن مخيمات النازحين من المهمشين في محافظات تعز والضالع وأبين ولحج ، نظراً لردائة بناءها والتي عادةً ما تُبنى أكواخهم من الأخشاب الخفيفة والصفيح وإطارات السيارات، وهذا ما جعلها غير قادرة على مقاومة الأمطار الغزيرة والسيول، كما أدى ذلك إلى تهدّم بعض الأكواخ على ساكنيها، وتلف المواد الغذائية والأثاث المنزلي، ونفوق بعض الحيوانات.
ويقطن غالبية المهمشين على ممرات السيول وأطراف القرى الريفية في أكواخ غير ملائمة للعيش الكريم، فهي خالية من دورات المياه، وتتعرض لأشعة الشمس نهارا وصقيع البرد ليلا، وغير محميّة من أي كوارث طبيعية.

 

محافظة تعز

يقول المواطن أحمد علي حسان (43 سنة) أحد النازحين في مخيم جبل زيد في معافر تعز: “تفاجأنا بغزارة الأمطار، مما أدى إلى سقوط جميع الخيم على ساكنيها، وقد تمزقت أيضا خيم كثيرة، وتلف كل ما كان فيها من مواد غذائية وأدوات، والمنظمات تأتي إلينا متأخرة، ولم تقدّم لنا خيما من النوع الم

قاوم للأمطار، وقد وصل عدد الخيم التي تلفت بالكامل إلى (8) خيم”.

ويضيف مرزوق سعيد الجباري محمد (45 سنة) مندوب مخيم الملكة في البيرين قائلا: “تضرّر مخيمنا بالكامل بسبب الأمطار الغزيرة، وتمزّقت الخيم على الساكنين فيها، وتعرضوا للبرد القارس، وعددها يصل إلى (120) خيمة”، ويقول أيضا: “نناشد المنظمات الدولية والسلطة المحلية بتوفير كانتونات خشبية، فهي أفضل لنا من الخيم. تدمرت منازلنا الصغيرة من الحرب وانهارت مخيمتنا من الأمطار”.

وتُعدّ محافظة تعز من أكبر المحافظات التي يقطنها المهمشون؛ إذ يصل عدد تجمعاتهم إلى عشرة تجمعات، وهي: حي زيد الموشكي، دِي لوكس، عُصيفرة، الضربة، وادي المعسل، بير باشا، الحَصِب، الضباب، ماوية. هذا بالإضافة إلى سبعة مخيمات في مديريتي المعافر والشمايتن غرب مدينة تعز، ومنهم مهمشون نازحون بسبب الحرب من مديريات الوازعية وموزع وحذران والكدحة والدفاع الجوي، ويصل عددهم إلى (70) بحسب إحصائيات قامت بها منظمة “ديا” الفرنسية في ٢٠٠٨.

 

إعصار شاهين.. سيول المكلا تجرف أكواخ الأشد فقرا “المهمشين”

 

وفي مدينة المُكلا عاصمة محافظة حضرموت ـ تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، بأضرار واسعة أضرارا جسيمة بكثير من ممتلكات أبناء المدينة (سيارات، أثاث منزلي، مراكز تجارية)، ومنهم فئة الأشد فقرا “المهمشون”، فقد تسبّبت السيول بجرف خمسة عشر كوخا بما فيها من أثاث متواضع ومستلزمات منزلية ضرورية لمعيشتهم البسيطة والقاسية أيضا، لكن لحسن الحظ لم يصب أحد منهم.

وعن المأساة التي ضاعفت معاناة هذه الشريحة من المجتمع تحدّث شيخ المهمشين في المكلا “محمد النشري” بقوله: “السيول جرفت مساكن المهمشين في منطقة “كبس العمودي” بالقرب من فرزة عدن، ويسكنها ثلاثون أسرة من المهمشين”.

وأكد العاقل في تصريح خاص لصوت المهمشين أن السيول جرفت خمسة عشر كوخا بما فيها من أثاث ومستلزمات الحياة الضرورية، وتم إنقاذ من كانوا بداخلها من أسر، وقد أشار إلى إن حالة تلك الأسر مأساوية، فمنهم من نزح إلى أقاربه، ومنهم من يلتحف الرصيف من دون أن تُمد إليهم يد العون أو المساعدة.

ويشير العاقل إلى وجود نافذين يهدّدون المهمشين بالطرد من مساكنهم، بدعوى ملكيتهم للأرض التي صرفتها لهم الدولة في سنوات ماضية، ولديهم وثائقها التي تؤكد ملكيتهم لتلك المنازل البسيطة، ومعظمها مبنية من الصفيح أو الطين في أفضل الأحوال.

وشهدت عاصمة حضرموت المكلا الأسبوع المنصرم أمطارا غزيرة وسيولا جارفة نتيجة إعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عمان، وتسبب بخسائر فادحة في ممتلكات المواطنين.

 

وفاة طفلين وإصابة أخر جرا تهدم منزل في محافظة الضالع جنوب اليمن

وفي محافظة الضالع جنوب اليمن ، أفادت مصادر محلية بمديرية الحَشاء بأن “هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة قد تسببت بهدم منزل في قرية المشجُب ضوران ، تسببت بوفاة طفلين واصابة اخر وقالت المصادر ” أن أحمد قايد محمد إبراهيم وإبراهيم قايد البالغان من العمر ١٢ عاما قد توفيا مساء السبت نتيجة انهيار منزلهم جراء هطول الأمطار الغزيرة وأصابة خالهم محمد أحمد فارع والذي لايزال بالعناية المركزه بالمستشفى وشهدت محافظة الضالع امطاراً غزيرة خلال اليومين الماضية مما تسببت إلى حدوث أضرار بالغة في منازل وممتلكات المهمشين في العديد من الأحياء والتجمعات السكانية.

وكما هو الحال فقد تسبب العاصفة المدارية “شاهين” باضرار أخرى في محافظات جنوب اليمن كان للمهمشين النصيب الأكبر من تلك الأضرار التي لاحقت مخيماتهم الهَشة ، فيما لا تزال الجهات المعنية تتخذ من صمتها ، رداً موسفاً لإغاثة المنكوبين.

 

أعُدت المادة من قبل – عبدالغني عقلان – محمد عجلان – جمال الحجري

المقالة التالية
انطلاق بطولة الكابتن محمد ناجي الهاشمي الرياضية بمدينة تعز
المقالة السابقة
مُناقشة قضايا الأقليات في اليمن في ندوة لرابطة معونة حقوق الانسان وتحالف نساء من أجل السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

مقالات مشابهة :

الأكثر قراءه

━━━━━━━━━

كتابات

━━━━━━━━━