صوت المهمشين – بيروت
عُقد اليوم عبر تقنية الزوم المؤتمر الإقليمي لإطلاق العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل إفريقي (2025-2034) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحضور كوكبة من الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والخبراء الإقليميين، وذلك بتنظيم من المكتب الاقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في بيروت.
واستُهلّ المؤتمر بكلمة مسجّلة للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي أكّد فيها الالتزام الأممي بالعقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل إفريقي، مشيرًا إلى أن “هذا العقد يشكل محطة جديدة في مسار الاعتراف والعدالة والكرامة الإنسانية، ويهدف إلى تمكين السود في المنطقة وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة بمساواة تامة مع بقية أقرانهم في المجتمعات العربية والإفريقية”.
وأضاف تورك أن المفوضية السامية “تعمل من خلال شراكاتها الإقليمية والوطنية على ترجمة هذا الالتزام إلى مبادرات واقعية تضمن العدالة الاجتماعية وتحارب التمييز بجميع أشكاله”.
وفي كلمته، أوضح الأستاذ مازن شقورة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن “إطلاق العقد في المنطقة يعكس التزامًا متجددًا بمحاربة العنصرية والتمييز، ويُبرز أهمية إدماج العدالة العرقية ضمن الخطط الوطنية للتنمية المستدامة”.
أما السفيرة منى عمر، عضو المنتدى الدائم المعني بالمنحدرين من أصل إفريقي، فأكدت أن “الاعتراف هو الخطوة الأولى نحو العدالة”، داعية إلى “تعزيز الحوار بين الثقافات، وإشراك الإعلام والتعليم في ترسيخ قيم المساواة ومناهضة التمييز”.
من جانبها، شددت الأستاذة غادة حاتم الطاهر مضوي، ممثلة الأمين العام والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الكويت، على أن “المنحدرين من أصل إفريقي جزء أصيل من النسيج الإنساني للمنطقة، وأن التنمية الشاملة لا يمكن أن تتحقق دون إنصاف الفئات المهمشة وتمكينها من المشاركة الكاملة في المجتمع”.
وأكدت الدكتورة حليمة قعقور، عضو البرلمان اللبناني، أن “القوانين وحدها لا تكفي ما لم تقترن بإرادة سياسية ومجتمعية حقيقية”، داعية إلى “تبني تشريعات وطنية تُجرّم خطاب الكراهية وتعزز المساواة الفعلية أمام القانون”.
واضافت السيدة لما الأمين، المديرة التنفيذية لمنظمة “سيباريو”، فقد أكدت أن “التمييز القائم على اللون أو الأصل لا يمكن معالجته إلا عبر تمكين المجتمعات المحلية صوتًا وتمثيلًا”، مشيرة إلى أهمية “توسيع المنصات الإعلامية والثقافية للمنحدرين من أصل إفريقي في المنطقة”.
كما تحدثت الأستاذة هنادي سعد الفرحان، العضو السابقة في برنامج الزمالة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي، مشيرة إلى أن “تمكين الشباب والتعليم الحقوقي يشكلان مفتاح التغيير الحقيقي في مواجهة العنصرية وبناء مجتمعات أكثر عدلًا وشمولًا”.
وفي ختام أعمال المؤتمر، عُقدت جلسة نقاشية تفاعلية شارك فيها عدد من المتحدثين والمشاركين، تم خلالها تبادل الآراء حول آليات تنفيذ أهداف العقد الثاني على المستوى الإقليمي. وقد أدار الجلسة ويسّر أعمال المؤتمر بشكل عام السيد معن سليمان، المستشار الإقليمي لمناهضة التمييز العنصري في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أهمية “التحول من الالتزامات النظرية إلى خطوات عملية تُحدث تغييرًا ملموسًا في حياة المنحدرين من أصل إفريقي في المنطقة”.
وفي ختام المؤتمر، ألقى الأستاذ نعمان الحذيفي، رئيس الشبكة الإقليمية للتنمية ومكافحة العنصرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كلمة أكد فيها أن “العقد الدولي الثاني ليس مجرد إعلان نوايا، بل دعوة إلى عمل جماعي وإنساني يعالج جذور التمييز واللامساواة”، موضحًا أن الشبكة “ستواصل جهودها بالشراكة مع المفوضية السامية لتعزيز ثقافة العدالة والاعتراف المتبادل وبناء مستقبل تزدهر فيه مجتمعاتنا بالتنوع والكرامة”.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية استدامة الجهود الإقليمية وتوسيع الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والأمم المتحدة لضمان تحقيق أهداف العقد الدولي في الاعتراف والعدالة والتنمية وتمكين المنحدرين من أصل إفريقي في المنطقة.













