يحتفي العالم في 8 مارس / آذار مِن كل عام باليوم العالمي للمرأة، تكريما وتتويجا لدورها الفاعل في مجتمعها، وإنجازاتها على جميع المستويات، وفي يومها العالمي لهذا العام، نسلط الضوء على المسيرة المهنية لشابة ثلاثينية، وهي واحدة من قصص النساء المُهمشات اللواتي كان لهن أدوار فاعلة في المجتمع اليمني عموما، ومجتمع المهمشين خصوصا.
“سميرة قائد نَبيش” محامية تعيش مع أسرتها المكوّنة من والدتها وشقيقها، في تجمع سكني للمهمشين بحَي “الضبوعة” وسط مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وتشغل منصب مدير الشؤون القانونية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، إلى جانب ترؤُّسها لجنة الحقوق والحريات لفرع الاتحاد الوطني للمهمشين.
حصلت سميرة على درجة البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة تعز عام 2008، لكنها لم تكتفي بذلك، بل واصلت دراستها حتى نالت درجة الماجستير في القانون، وهي عازمة على مواصلة تعليمها لتنال درجة الدكتوراه في القانون الدولي الإنساني.
بالنظر إلى واقع نساء المهمشين، يُعدّ مواصلة الفتاة لدراستها الجامعية، لا سيما الدراسات العليا، أمرًا نادرًا؛ إذ لا يحظى بالتعليم أساسا إلا أسر قليلة من أبناء تلك الفئة، إلا أن سميرة استطاعت الاستمرار في دراستها العليا طامحة في الحصول على درجة الدكتوراه، لتكون، في المستقبل القريب، المرأة المهمشة الوحيدة في اليمن الحاصلة على أعلى درجة أكاديمية: الدكتوراه.
تقول سميرة لصوت المهمشين إن لديها طموحا كبيرا في التوّفق العلمي، وأصرّت كثيرًا على استكمال دراستها الجامعية رغم الظروف المحيطة بها والصعوبات التي تواجهها في توفير الرسوم الدراسية التي وصفتها “بالباهظة”.
العزيمة تولد الإصرار
تراكمت المسؤوليات على سميرة، خصوصًا بعد وفاة والدها الذي كان لها عونًا وسندًا وسببًا أساسيًا في دراستها من البداية كما تقول، وأصبحت تُعيل أسرتها لتعمل وتدرس في الوقت نفسه، في الصباح تداوم في المكتب، وفي المساء تحضر المحاضرات الجامعية. “رغم كل الصعوبات التي أوجهها، لم أتوقف؛ لأني أريد أن أحقق طموحي وأحصل على الدكتوراه، حتى إن تطلب ذلك مني جهدا مضاعفا”، تقول سميرة.