مواكبة لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، نذكر بالمقولة “المرأة نصف المجتمع”، لكن هذه المقولة تختلف، وتأخذ الشكل المغاير للواقع في اليمن، وفي ظل الحرب المدمرة والحصار أصبحت المرأة اليمنية الحلقة الأضعف بين أطراف النزاع وخصوصا المرأة المهمشة.
ألقت الحرب المستمرة بأثقالها على المرأة، فهي تتجرع وتتحمل كل المشقات الحياتية، وتتعرض لكل أنواع وأصناف الانتهاكات المتعددة، فالمرأة اليمنية أصبحت الأب والأم في آن واحد، ورب الأسرة، وهي العائل الوحيد لأسرتها بعد فقدان رب الأسرة الرجل أو مقتله أو إصابته خلال الحرب.
وفوق ذلك، تتعرض بشكل يومي لكثير من العنف والانتهاكات ضدها، بكل أنواعها وعلى سبيل المثال تتعرض النساء للقتل والقنص والاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري، بالإضافة إلى الاغتصاب وهتك العرض والتحرش والتجنيد تحت التهديد.
كثير من النساء تعرض للموت بشكل مباشر من مخلفات الحرب وثمة من بُترت أقدامهن جراء انفجار الألغام العشوائية، في المناطق السكنية والعراء، وكل تلك الانتهاكات، نالت المرأة في اليمن منها بشكل كبير.
وبينما تتضاعف وتزيد تلك الانتهاكات على المرأة اليمنية المهمشة، وتتعرض لانتهاكات من نوع آخر حيث يمارس ضدها العنف والانتهاكات المزدوجة لكونها امرأة ومهمشة أيضا، ناهيك عن أنها تتعرض للعنف من أقرانها من المهمشين بشكل مستمر، مما يزيد من الاضطهاد ضدها.
كل هذه الانتهاكات تتم في ظل غياب شبه تام، ومتعمد لمنظومة الحماية القانونية الدولية والحقوقية من أجل حماية المرأة من أي انتهاك وصون حقوقها المشروعة، وكذا في انعدام شبه تام لمنظومة الحماية القانونية المحلية، حيث لم يُفعّل إلا اليسير منها فقط من خلال اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات، وهذا ليس كافيا لحماية المرأة من الانتهاكات الجسيمة التي تمارس ضدّها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال رأي لا يُعبّر عن وجهة نظر الموقع
