أدّت الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعيشها مجتمع المهمشين في محافظة الضالع جنوب اليمن إلى مضاعفة معاناتهم ومفاقمة ظروفهم الإنسانية، وهو ما جعل كلاً من الرجل والمراءة والطفل يتضررون بطريقة أو أخرى من هذا الوضع.
فالحروب والصراعات المتتالية في بلد ما من شأنها أن تقلب الطاولة راساً على عقب، وتغيير موازين الحياة الاجتماعية، وتحوّلها الى مأساة ذات امتداد وارتباط بظروف الأوضاع المعيشية التي فرضتها عوامل الصراعات المسلحة.
وفي هذا التقرير نسلّط الضوء على معاناة النساء المهمشات في ظلّ عدم توفر مادة الغاز المنزلي في معظم المنازل، وحول هذه المشكلة قمنا بزيارة لمعظم أحياء المهمشين في محافظة الضالع، والتقينا بعدد من الأسر التي تعاني من مشكلة مادة الغاز المنزلي.
مخاطر وتحديات في جلب الحطب من الوديان والجبال
تقول الحاجّة مريم عبد الله البالغة من العمر 50 عاما: “أخرجُ الصباح بعد الفجر مباشرة، وأعودُ قرب الظهر إلى منزلي؛ لأن المسافة بعيدة. أتحمل مشاق المسافة وحزمة الحطب على رأسي”، وتضيف: “إنّ حمل الحطب سبب لي أمراضا، فأنا حالياً أعاني من انزلاق بفقرات العمود الفقري، وقد ذكر الأطباء أنه بسبب الأحمال الثقيلة، ونحن فقراء لا توجد لدينا وسيلة أخرى لطهي الطعام سوى الحطب، ونحصل عليها بشق الأنفس بسبب بعد المسافة”.
“أصحاب الأراضي يطلقون علينا رصاص ويمنعونا من التحطيب”
تقول فاطمة علي: “نخرج ساعة الفجر رغم الخَطر قبل شروق الشمس خوفاً من مُلاك الأراضي. إنهم يمنعونا من التحطيب ويهدّدونا، ونتلقى إهانات باستمرار، والبعض يُطلق علينا الرصاص، وجارتي أسقطت طفلها الشهر الماضي بعدما أُطلق عليها الرصاص تهديدا، وقد أسعفها أهلها إلى المستشفى وسقّطت الجنين مباشرة بسبب تعرضها للخوف والهلع”.
وتختتم حديثها: “الشكوى لله يا ولدي. نريد للحرب أن تنتهي، وربك سيُصلح أحوال العباد. وكم هي معاناة النساء المهمشات وهن يبحثن عن حزمة من الحطب من أجل أن يطبخن الطعام لأسرهم”.
إن معاناة المرأة المهمشة في جلب الحطب معاناة لا تنتهي في ظل ظروف إنسانية صعبة وتحديات اقتصادية جمة.
“أطهو بالطعام بالكراتين والعُلب البلاستيكية الفارغة”