سيول الأمطار تهدّد مساكن المهمشين في محافظة الضالع

جمال الحجري – الضالع – تتعدّد معاناة مجتمع المهمشين في محافظة الضالع جنوب اليمن، فمِن حالة الافتقار الكلّي للخدمات الأساسية إلى مواجهة الكوارث الطبيعة، ومنها تدفّق السيول بسبب هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة منذ مطلع شهر أغسطس الماضي، فقد تجلّت المعاناة بشكل يستدعي التدخل العاجل لإنقاذ هذه الشريحة التي تقاسي جحيم الأمرين: شظف العيش والكوارث الطبيعية.

 

منازل لا تقي حرارة الصيف وبرد الشتاء، فكيف الحال بالأمطار والسيول؟!

تُبنى منازل المهمشين من الصفيح والطرابيل والكراتين وإطارات السيارات، والأكواخ المبنية من الأحجار الصغيرة وتُغطى بالأخشاب العادية، وفي مطلع شهر أغسطس الماضي تعرّضت عدة منازل للتهدّم في التجمع السكاني للمهمشين في الصدرين؛ حيث تضرّرت منازلهم وممتلكاتهم وتلفت موادهم الغذائية، وأصبح بعضهم بلا مأوى.

 

 مئات الأسر وجدت نفسها بالعراء بعد تدفق السيول إلى منازلها

في زيارة قمنا بها لحي المهمّشين التقينا بكثير من الأسر التي تضرّرت منازلهم من كوارث السيول. يقول ناجي مدهش (٥٥ عاماً): “كان الزمن ليلاً وهطلت أمطار غزيرة، وكنت مع جميع أفراد الأسرة داخل المنزل، فإذا الماء يدخل المنزل. خرجنا إلى منزل جارنا محمد واستمرت الأمطار غزيرة جدا، وبعد انتهاء الأمطار خرجنا بغرض العودة إلى المنزل، فوجدنا المنزل قد تهدّم بسبب السيول”، ويضيف ناجي: “تضرّر منزلنا بكل ما فيه، حتى الدقيق فسد، وأمسينا في تلك الليلة من دون طعام، لولا تدخل الجيران وما قدّموه لنا جزاهم الله خيراً”، ويضيف قائلا: “أبلغْنا اللجنةَ المجتمعية، فحضروا في اليوم التالي وصوّروا المنزل، وقالوا: سنعطيكم مخيمات وغذاء، وإلى الآن لم يأتوا بشيء رغم مرور قرابة شهر ونصف”.

 

المعاناة نفسها يحكيها المواطن أحمد العجش (60 عاما)، وهو يعيل أسرة مكونة من 12 فرداً كلهم أطفال، ويسكنون في خيمة واحدة. يقول: “تعرّضت خيمتي إلى التهدّم فوقنا بسبب المطر، وأصيب اثنان من أطفالي بجروح بسبب سقوط خشب المخيم، ولطف الله بنا، لكن كل شي فسُد: الدقيق والسكر ومواد الإيواء، ولم نجد أي تدخل من قبل المنظمات، ولم يساعدنا إلا أصحاب الخير والمحسنين، فقد قدموا لنا شيئا قليلا، وظرفي صعب؛ إذ لا أستطيع أن أوفر قيمة الطربال (غطاء كبير من البلاستيك) مع هذا الغلاء الفاحش”.

وأنت تتجول بين الحي السكني لمهمشي الضالع ستنتابك حالة من القهر والحزن، وذلك لما تراه من مشاهد مأساوية تتجلّى في حياتهم ووضعهم الإنساني المتهالك. أسر تعيش في العراء بعد أن جرفت السيول منازلهم وتعرّضت ممتلكاتهم لأضرار بالغة وأصبحوا بلا مأوى وبدون غذاء في ظروف إنسانية قاسية وصعبة

وعن دور اللجنة المجتمعية في المساهمة في تخفيف معاناة الأسر المتضررة من كوارث السيول التقينا بعضو اللجنة للشؤون الاجتماعية عبده محمد علي سعيد، فحدثنا قائلاً: “إن تجمع الصَدرين أحد التجمعات الكبيرة في مديرية قَعطبة، إذ يبلغ عدد سكانه (200) أسرة، ومنها أسر نازحة من مناطق الصراع من نفس المحافظة، فهم بدون مأوى إلى هذه اللحظة. يُضاف إلى ذلك أن التجمّع بحاجة إلى صيانة للمخيمات التالفة، إذ تعرضت عدة منازل للتهدّم بسبب مياه سيول الأمطار، فقد تعرّض ٤١ منزلا لتضرر جزئي و٢٥ منزلا لتضرر كلي، ورغم مناشدتنا للجهات المعنية ومنظمات الإغاثة الإنسانية، لم نتلق أي استجابة منهم لمعالجة أضرار المنازل الناجمة عن كوارث السيول”.

ويناشد الأهالي واللجنةُ المجتمعية بتجمّع الصدرين الوحدةَ التنفيذية بالمحافظة والمنظمات الإنسانية بالتدخّل العاجل لإنقاذ منازل الأسر المتضرّرة وايجاد الحلول اللازمة التي تضمن التخفيف من معاناتهم، والحد من عواقب السيول عند سقوط الأمطار الغزيرة في المحافظة.

المقالة التالية
التهجير والتنكيل والقتل.. عقوبة زواج المُهمش من القبائل في اليمن
المقالة السابقة
المهمّشون من ذوي الاحتياجات الخاصة مَآسٍ مُترابطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

مقالات مشابهة :

الأكثر قراءه

━━━━━━━━━

كتابات

━━━━━━━━━