قد يرى كثير في مجتمعنا اليمني أن لون بشرتنا وسوادها عائق يقف أمامنا، أو نقطة ضعف يمكن أن يستغلّوها ضدنا، وقد يكون ذلك عند بعض من إخواننا في بعض المناطق والقرى الريفية التي ما زال يوجد فيها الجهل والفقر والظلم والبطالة، وتنتشر في أوساطها العنصرية، ولكن ذلك لا يعني أن نرفع أيدينا استسلاما أو نخضع لمثل هذه المواقف السلبية أو نجعلها تسيطر علينا وتؤثر على مستقبلنا ومستقبل أولادنا.
ليس من العيب أن يولد الانسان فقيرا ويعيش فقيرا، ولكن العيب أن نصمت على الظلم ونتقبل ممارسه العنصرية. دعهم ينادونك “يا ابن السوداء”، ودعهم يصفونك بـ”أسود البشرة”، ودعهم يقولون عنك ما يقولون. كن واثقا من نفسك؛ فالإسلام لم يميز المسلم بلون بشرته، وإنما بتقواه، وصلاح أعماله.
كن فخورا إذا نادوك “يا ابن السوداء” أو وصفوك “بأسود البشرة” لأنك حفيد سيدنا بلال بن رباح -رضي الله عنه وأرضاه- وتنتمي له، فسيدنا بلال كان أسود البشرة، ولكن رغم ذلك اختاره رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وأمره أن يصعد على الكعبة ليؤذن بالناس ويعلن صوت الحقّ، ومن حينها أصبح سيدنا بلال أول مؤذن في الإسلام.