في خضمّ صراعات الحياة اليومية، تتراقص على مسرح الواقع حكاياتٌ إنسانية تُلهِمُنا وتُشحذُ هممنا. حكايةٌ من مدينة تعز اليمنية تُروى عن شابٍّ من ذوي البشرة السمراء، يُدعى سليم المجذوب، تحدّى الظروف وصنعَ موقفًا بطوليًا هزّ مشاعر الجميع.
إشادات شعبية كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشاب من ذوي البشرة السمراء تمكن من إنقاذ مختل عقلياً سقط في إحدى سوائل مدينة تعز واسعافه للمستشفى حينها لم يحصل على العناية المطلوبة حتى فارق الحياة.
الشاب سليم المجذوب يعمل في صناعة الجمال بتعز يظهر في موقف بطولي وثقته عدسة كيمرا المراقبة عندما عرض نفسه للخطر للنزول بين مجاري السيول لينقذ شخص كبير في السن مغمي عليه اثر سقوطه.
بطولة حقيقية
تصرف إنساني قام به سليم تجاه المختل الذي سقط في احدى سائلات تعز تبعث فينا الطمأنينة والراحة انه مازال هناك ناس عندهم إنسانيه ورحمة تجاه بعضهم البعض والخير مازال باقي هكذا يقول شبل الشرعبي في منصة فيس بوك رصدها موقع صوت المهمشين، ويستهجن الشرعبي من موقف خذلان المستشفى تجاه الحالة وتركه بدون رعاية وكانه ليس بشراً حتى نازع الموت وتوفي وهو يتالم حد قوله.
أسامة التميمي يصف البطل الأسمر ويقول: سليم رجل وشهم ما قصر صعب ان تجد مثل موقفه هذا في وقتنا الراهن .
يدعو التميمي في منشوره الى تكريم سليم فهو يستحق ذلك تجاه ما قام به.
المجنون إنسان
“المجنون إنسان” هاشتاق أطلقه ناشطون نتيجة إهمال صحي نتيجة سقوط تعرض له أحد المختليين عقليا بعد اسعافه حتى فارق الحياة.
في مقطع مصور انتشر على السوشيال ميديا يظهر فيه شايب سقط بسائلة ونزول احد الشباب لمساعدتة تتجلى بهذا الموقف اسمى معاني الإنسانية واعلى مراتب الإيثار والرحمة الذي انعدمت من الأطباء ووهبها الله لشاب بسيط حد قول رامز المقطري
رامز المقطري مغترب يمني في فرنسا عمل بالتعاون مع فاعلين الخير في مساعدة العديد من الحالات المرضية والمحتاجين وتيسير صعوباتهم ينشر معلومات وبيانات الشاب الذي خاطر بنفسه وأنقذ الشايب ويدع التكاتف لتكريمه.
يقول المقطري: ما قام به المجذوب مثال للطيبة والتراحم سيكتب الله له الأجر.
ويضيف المقطري: ان سليم ظروفه تعبانه فهو عامل نظافه بسيط ويجب أن نرسم الإبتسامة على وجهه.
ويناشد رامز الجميع بقوله :افعلوا الخير للناس فالله لا يترك عبادة يجازيهم بالدنيا قبل الآخرة وكونوا جبراً لخواطرهم مشيراً بحديثه تكريم “سليم”
تكريم مستحق
ويؤكد احمد الجرنوع في صفحته على فيس بوك:ان أحد الاخوة قام بمنح سليم مكافأة مالية بسيطة تقديراً لموقفه الشجاع الذي قام به ويدل على التكاتف المجتمعي والانسانية فيما بيننا بالوقت الذي نزعت فيها الرحمة من البشر.
مواقف عملاقة يسجلها ذوي البشرة السمراء والذين حرموا أصحابها من أبسط الحقوق والتي تؤكد أن الإنسانية لا تعرف اللون والانتماء وهل سيكون هذا الموقف بداية انصاف للمهمشين والاعتراف بهم شريك أساسي بالمجتمع؟
بطولة سليم المجذوب تُعيدُ إلينا الأملَ بأنّ الخيرَ ما زالَ موجودًا، وأنّ الإنسانيةَ لا تعرفُ لونًا ولا انتماءً. حكايةٌ تُطالبُنا بالتكاتفِ ورفعِ الظلمِ عن المهمّشين، وتُؤكّدُ أنّهم شركاءٌ أساسيون في هذا المجتمع.
دعونا نُكرّمُ سليمَ ونُخلّدَ اسمَهُ رمزًا للبطولةِ والإنسانيةِ.
