المرأة المهمشة .. من معركة التعنيف والتحقير المجتمعي إلى النضال من أجل الكرامة
في المجتمع اليمني تتوزع مهام المرأة بين الأعمال المنزلية والعمل وتربية الأبناء وتلعب البيئة والتنشئة الاجتماعية دور كبير.في حياتها وتضيف لها مهام أخرى تتحملها هي فقط وهذا ما لمسناه في استطلاعنا هذا حول ما تقوم به المرأة من فئة الأشد فقرا (المهمشين ) من أعمال يوميه ومعاناة الكفاح من أجل لقمة العيش وسط تحقير المجتمع والتعنيف الأسري.
تحقير مجتمعي وعنف أسري
تقول الناشطة أسوان باعساس ” إن نساء الفئة الأشد فقرا أو مايطلق عليهن “المهمشات” وبالذات عاملات النظافة في صندوق النظافة والتحسين يُتعرضن لمجموعة من المخاطر والمضايقات أثناء تأدية عملهن ، فيتعرضن للمضايقات اللفظية الجارحة ومضايقات جسدية من المجتمع ، فيسمع جُملة من الألفاظ التحقيرية وكأنهن يعملن لحساب أفراد وليس في خدمة بلدهن في إظهار الوجه المشرف للشوارع والأحياء .
وحول حياتهن الأسرية تأكد بعساس “إن المرأة المهمشة تعامل على أنها مجرد وسيلة لجلب المال وإنجاب الأطفال وتعامل بكل عنف واضطهاد في المنزل والشارع وقد يصل في بعض الأحيان إلى العنف الجسدي ”
قِلة وعي
حياتنا كلها تعب في تعب – بهذه العبارات وصفت حفصة صالح – 35 عاما – من أبناء محافظة عدن حياتها المتاخمة بالمشقة وسوء الحال تقول ” من كثر عدد الاطفال لم نستطع الاهتمام بأنفسنا وشخصيتنا كنساء ، وتصف مجتمعها وتعني مجتمع المهمشين بأنه يخلو من الوعي حول تنظيم الأسرة وفي كل بيت ستجد أكثر من سبعة أطفال أعمارهم متقاربة”
وتضيف “أن المرأة إن لم تخرج للتسول تقوم بتنظيف منزلها ثم تذهب للجلوس أمام المنزل لتبادل الحديث مع الجارات ومشاهدة المارة وفي العصر تقوم بمضغ القات في جلسات المقيل او ما يطلق عليها “التفرطة” مع نساء الحي.
بناء الذات وضياع الوقت
أما الممرضة الشابة وٍد احمد ذات 26 عاما – احدى فتيات مدينة تعز فتصف حياتها بانها مليئة بالأعمال المختلفة فهي تبدأ يومها بصلاة الفجر ثم الذهاب الى عملها في التوعية والتثقيف الصحي للأسرة والمجتمع والتي تحرص أن تقوم به بكل أمانة ”
وحول اعمالها المنزلية فتقول ” أقوم بعملي كذلك كربة أسرة فأنا مسؤولة عن اخوتي بعد وفاة امي وأحاول تعويضهم. حنان الأم ”
اما سعديه نصر وهي فتاه في متوسط العمر تصحى من نومها عند صلاة الظهر فهي من محبين السهر الى ساعات متأخرة من الليل ، تقول “انقطعت عن دراستي في الصف الخامس ابتدائي ولا نقوم باي عمل يتوزع يومي على التنظيف في المنزل وزيارة الصديقات او الذهاب الى السوق ولم تضاف لحياتي اي شي جديد منذ فترة طويلة هي تلك حياتي ولم تختلف ”
“روتين ممل اشبه بطوق يكتم على انفاسنا ” هكذا وصفت رحاب انور حياتها التي تبدأها بالذهاب الى التسول والتنقل في الجولات فهي تخرج من الصباح وتحت اشعة الشمس الحارقه وتقول “نفسي اكون ابكر واروح ادرس ”
فراغ قاتل
اسياء فضل 18 عاما تقول” نعيش في فراغ قاتل لاندرس ولانتعلم ونشغل أنفسنا بأتفه الأشياء حياتنا عباره عن اكل وشرب ونوم وزيارات لم يظهر شي جديد .
وحول ماتحلم به تقول (فضل )اتمنى ان يكون هناك أي مشاريع لتاهيلنا وتنمية مهاراتنا نحتاج. أن نتعلم ولكن بيتنا لا تسمح لنا بذلك وهذا هو ما يؤثر علينا ”
جهود تُبذل
تاكد الناشطة المجتمعية في جمعية كفايه للتنمية الاجتماعية النسوية مسك المقرمي “أن المرأة المنتمية للفئة الاشد فقرا تحتاج الى جهود مكثفة لتاهيلها وتدريبها حتى تستطيع أن تخدم نفسها وأسرتها ”
وتستنكر ما تقوم به أغلب النساء اللاتي يأخذن من التسول مهنة فهي لم تخلق لذلك وانما خلقت لتكون انسانه فعاله في المجتمع ويجب ان تكون واثقه اكثر بنفسها ولا تستهين. بما تملكه من قدرات ”
وتأكد (المقرمي )”أن هناك شابات اجتازوا مراحل كانت صعبه وصنعت لنفسها اسم بفضل إصرارها و حبها وشغفها للتعلم ”
أما الناشطة سميرة سيود فتقول ” التمكين الاقتصاد من أهم الأشياء التي ستساعد المرأة من الفئة الأشد فقرا من القضاء على وقت فراغها فلو حصلت على فرصة عمل سوف تتغير حياتها الى الافضل
مضيفة المرأة المهمشة تحتاج الى التوعية حول الإنجاب والصحة الانجابية واضرار زواج القاصرات بالاضافة الى اهمية التعليم لتعزيز دورهم في المجتمع وتحسين ظروفهم .
“إستطلاع خاص لموقع صوت المهمشين نت”